إمرأة غريبة في بيتي؟

حزَمتُ حقيبتي، وتوجّهتُ إلى المطار مع صديقاتي إلى جزيرة قبرص لقضاء بضعة أيّام. كنتُ أودُّ لو أنّ زوجي إستطاعَ مُرافقتي لكنّه كان مُرتبطًا بعمله. إضافة إلى ذلك، قال لي جهاد إنّها سفرة مؤلّفة حصريًّا مِن نساء، ولا مكان له بيننا. للحقيقة، كانت تلك أوّل مرّة أذهب إلى مكان بعيد مِن دون زوجي منذ زواجنا مِن سنة. لكنّ صديقتي الحميمة دعَتني وأخريات إلى قبرص، لنحضر حفل زواجها المدنيّ. حاولتُ عدَم الذهاب لكنّني لَم أجِد عذرًا مُقنِعًا. على كلّ الأحوال، ما دامَ زوجي موافقًا، فلا مانِع أن أفرَح لصديقتي. وصَلنا قبرص وقصَدنا الفندق الجميل الواقع مُقابل الشاطئ، وتنشّقتُ أخيرًا هواءً نظيفًا بدلاً مِن الذي يحيطُ بنا في المدينة. بقيتُ على تواصل مع جهاد طوال اليوم، وهو دفعَني للتمتّع بفرصتي. يا حبيبي... كَم أنّه مُحِبّ! على كلّ الأحوال، لطالما كان جهاد إنسانًا جيّدًا وطيّبًا، وشكرتُ ربّي أنّه بعثَه لي. قرّرتُ أنّ لدى عودتي مِن الجزيرة سنعمَل على الإنجاب، فسنة كانت كافية لنا وحان الوقت لبناء عائلة جميلة.

في اليوم التالي، حضَرنا الزفاف الذي أُقيمَ في حديقة الفندق الجميلة، واحتفَلنا بعد ذلك في المطعم ثمّ عُدنا إلى غرَفنا. قرّرتُ الاتّصال بزوجي لإخباره عن الحدَث، إلا أنّه لَم يُجِب مع أنّه كان قد فتَحَ الصوَر التي أرسلتُها إلى هاتفه قبل ثوان. فلا يُعقَل أن يكون قد نامَ بهذه السرعة! إنشغَلَ بالي كثيرًا، فهل حدَثَ له مكروه فجأة؟ سكتة قلبيّة أم شيء مِن هذا القبيل؟!؟ إتّصلتُ على هاتف البيت، ولا جواب أيضًا. لَم أنَم طوال الليل ولو استطعتُ لأخذتُ طائرة على الفور!

في الصباح الباكر عاودتُ الاتّصال ولَم يُجِب زوجي. لكن بعد حوالي الساعة، هو إتّصَلَ بي مُعاتبًا:

 

ـ ما الذي يحصل؟!؟ كَم مرّة إتّصلتِ بي؟

 

ـ إنشغَلَ بالي عليكَ يا حبيبي.

 

ـ ليس هناك مِن سبب لذلك، كنتُ قد أخفَيتُ صوت الهاتف. ألا يحقُّ لي أن أرتاح قليلاً؟ ماذا تُريدين؟ فأنا في السرير الآن.

 

ـ ترتاح؟ تقصد أنّكَ ترتاحَ منّي؟

 

ـ لا طبعًا. لكن لِما لا تستمتعين بوقتكِ قليلاً بدلاً مِن التدقيق في كلّ كبيرة وصغيرة؟

 

ـ أردتُ إخباركَ عن الزفاف والسهرة... أنا آسفة.

 

ـ لاعليكِ. طاب يومكِ.

 

تفاجأتُ بالطريقة التي كلّمَني فيها جهاد، فذلك لَم يكن مِن عادته على الاطلاق. إضافة إلى ذلك، بدا لي صوته مُختلِفًا، وكأنّه يتكلّم مِن غرفة صغيرة مُقفلة. مِن الحمّام مثلاً؟ عندها إتّصلتُ على هاتف البيت إلا أنّ جهاد لَم يُجب. هل أنّه أخفى صوت ذلك الهاتِف أيضًا؟ قضَيتُ باقي اليوم بتوتّر واضح، فسألَني الجميع مِمّا أشكو إلا أنّني لَم أُخبِر أحدًا عمّا يُقلقُني، فقد يكون الأمر بسيطًا وأنا أعظّمه بسبب البُعد. مرَّ يوم آخَر كلّمتُ خلاله زوجي مرّتَين أو ثلاث مرات كي "يرتاح قليلاً"، ثمّ عدتُ إلى البلَد. إستقبلَني جهاد بحرارة فنسيتُ الموضوع برمّته... إلى حين لاحظتُ أمورًا غريبة.

فلحظة ما جِلتُ في البيت وجدتُه مُختلفًا، وفقط ربّة منزل تعرفُ ما أقصد، لأنّها تعرفُ بيتها عن ظهر قلب، فنحنُ مَن ننظّفه ونُرتّبه. ومع أنّ كلّ شيء كان في مكانه، إلا أنّ هناك شيئًا مُريبًا. ردَدتُ الأمر إلى تعَبي مِن الرحلة، فرحتُ غرفة النوم لأُفرِغَ حقيبتي وآخذُ حمّامًا ساخنًا. إلا أنّ الشيء نفسه حصل معي في غرفتنا. ما الأمر؟!؟ عندها فهمتُ ما الذي كان يُثير إنتباهي: كان المكان نظيفًا أكثر مِن اللازم ومُرَتّبًا فوق المعقول بعد أن قضى جهاد أيّامًا فيه لوحده. فزوجي لَم يُساعدني يومًا في الأعمال المنزليّة، وهو لا يعرفُ كيف يقوم بأيّ شيء. هل يُعقَل أنّه جلَبَ عامِلة لتنظيف وترتيب المكان قَبل عودتي؟ سألتُه إن فعَل فاستغربَ سؤالي، فقلتُ له:

 

ـ لأنّ البيت نظيف للغاية!

 

ـ آه... أجل، أجل. لَم أحسِب أنّكِ لاحظتِ ذلك.

 

ـ شكرًا حبيبي، فأنا تعِبة جدًّا ولَم يكن بإستطاعتي تنظيف المكان لدى عودتي.

 

ـ أرأيتِ كَم أحبُّكِ؟

 

تعانَقنا وخلَدنا إلى النوم. لكنّني لَم أنَم جيّدًا إذ أصابَني أَرقٌ مُزعِج. لاحقًّا علِمتُ أنّ رأسي كان مشغولاً بتحليل قصّة العامِلة التي لَم أقتنِع بها. فأن يجلِبَ جهاد أحدًا لتنظيف البيت لَم يكن أمرًا يُثير الشكّ بحدّ ذاته، لكن صوته وملامحه دلََّت على أمر آخَر لَم أعرِف ماهيته.

في الصباح قصدتُ المطبخ لأُحضّر كعادتي الفطور، إلا أنّني لَم أجِد مُستوعب البنّ لصنع القهوة. فتّشتُ عنه فوجدتُه في الخزانة المُخصّصة لتحضير الحلويات. والذي كنتُ واثقة منه، هو أنّ زوجي يعرفُ تمامًا أين يضَع البنّ، فلقد تحدَّدَ مكان المُستوعب منذ اليوم الأوّل مِن سكننا في البيت. طردتُ تلك الفكرة مِن رأسي لكن حين نويتُ جَلب الفناجين، وجدتُ إثنَين منهم مقلوبَين رأسًا على عقب. مرّة أخرى، لَم يحصل ذلك مِن قَبل بتاتًا، فباقي الفناجين كانت في الوضع الصحيح. جلستُ على كرسيّ المطبخ مُدركةً أنّ أحدًا جاء إلى البيت ونامَ فيه، وقامَ في الصباح لتحضير القهوة لزوجي. وهذا يُفسِّر عدَم إجابته على اتّصالي وتكلّمه معي بفظاظة، وعلى ما يبدو مِن الحمّام لأنّ صوته كان مُختلفًا. لكنّها كانت مُجرّد شكوك لا أملكُ عليها أيّ دليل. إضافة إلى ذلك، لَم يخُنّي جهاد طيلة فترة خطوبتنا أو السنة التي تلَت زواجنا. لَم يخُنّي... هل كنتُ واثقة مِن ذلك؟!؟

لَم أقُل شيئًا لزوجي، فآخِر شيء كنتُ أريدُه هو افتعال شجار مِن دون دليل حسّيّ، لذلك تصرّفتُ معه بطريقة شبه عاديّة. أقولُ شبه عاديّة، لأنّه مِن الصعب جدًّا على زوجة أن تتصرّف بشكلّ عاديّ حين تظنّ أنّ زوجها ليس خائنًا فقط بل جلَبَ عشيقته إلى بيته الزوجيّ ونامَ معها في السرير التي يتقاسمُه مع زوجته. لَم يشعُر جهاد بشيء، على كلّ الأحوال هو لطالما إعتقدَني بسيطة وذات ذكاء مُتوسّط، ليس لأنّ ذلك حقيقيّ، بل لأنّه يعتبرُ نفسه نابغة بحدّ ذاته.

في اليوم نفسه، قرعتُ باب ناطور المبنى الذي سألَني كيف كانت رحلتي، لأنّه ساعَدَ في حَمل الحقيبة يوم سافَرتُ إلى قبرص لأنّ جهاد كان في عمَله. ثمّ سألتُه وكأنّ الأمر عاديّ للغاية: "هل جاءَت قريبة زوجي إلى هنا كما كان مُقرّرًا؟". سكَتَ الرجُل لثوانٍ ثمّ أجابَ بالنفي. كان شيء في ملامح وجهه يدلّ على أنّه يكذب أو يخفي أمرًا ما، فعرضتُ عليه مبلغًا مِن المال قائلة: "هذا للأولاد... فلَم يتسنَّ لي جَلب هديّة لهم مِن قبرص". تفاجأتُ به يرفضُ بقوّة، وكانت تلك أوّل مرّة لا يقبَل منّي مُساعدة لأولاده. في اللحظة نفسها، خرجَت زوجته وسألَت عمّا يجري، لأنّها رأَت مالاً في يدي، فصَرَخَ بها الناطور لتعودَ إلى الداخل. أكملتُ طريقي ورحتُ لبيت أهلي حيث مكثتُ لباقي اليوم. كنتُ قلِقة للغاية، إلا أنّني لَم أقُل شيئًا لأحد، فلَم أكن مُتأكّدة مِن شيء.

بعد ذلك، بدأتُ أُحلِّل المُعطيات. فإن كان لجهاد عشيقة، لا بدّ له أن يراها بشكل نظاميّ، وإلا كيف لإمرأة أن تقبَل بقضاء يومَين أو ثلاثة في شقّة رجُل غريب؟ متى وأين كان زوجي يلتقي بها؟ فهو كان يعودُ إلى البيت بعد إنتهاء دوامه، ولَم يكن يتغيّب إلا نادرًا جدًّا. غريب هذا الأمر! هل يعقًل أن أكون مُخطئة؟ هل كان عليّ نسيان الموضوع ومُتابعة حياتي الزوجيّة بشكل طبيعيّ؟ لكن شيئًا في داخلي قالَ لي إنّني مُحِقّة، شيء أسمَيتُه طوال حياتي "جرَس الإنذار"، ولقد تفادَيتُ مواقف صعبة مرّات عديدة بفضله. لِذا قرّرتُ أن أُراقِبَ زوجي بطريقة سلِسة، وعدَم مواجهته قَبل أن أتأكّد مِن شكوكي. ففي آخِر المطاف، هو كان زوجي وحبيبي وكنتُ سعيدة معه قَبل تلك السفرة اللعينة. لعينة أم مُبارَكة؟ لَم أكن أدري بعد.

وبعد حوالي الأسبوع، حين دخلتُ ردهة المبنى بعد عودتي مِن السوبرماركت، خرجَت زوجة الناطور مِن غرفتها، وأخذَت تُساعدُني بِحَمل أكياسي. صعِدنا سويًّا إلى الشقّة، وشكرتُها طالبةً منها ترك الأكياس عند الباب. إلا أنّها أصرَّت على حَملها حتّى المطبخ فلحقتُ بها إلى الداخل. هناك ساعدَتني أيضًا على إفراغ الأكياس، وبدا لي أنّها لا تُريدُ الرحيل. خطَرَ ببالي أنّها أرادَت المال الذي عرضتُه على زوجها، ففتحتُ حقيبة يدي ومدَدتُ لها مبلغًا مُكَرِّرةً: "هذا للأولاد". إلا أنّها رفضَت أن تأخذ المال، بل قالَت لي: "لِما لا أحضّرُ لنا فنجانًا مِن القهوة ونجلسَ سويًّا في الصالون؟". إستغربتُ الأمر فذلك لَم يحصل مِن قَبل، لكنّني قبِلتُ بسرور.

جلستُ مع المرأة في الصالون، وسادَ سكوت مُزعِج بعض الشيء. إلا أنّها سألَتني عن سفرتي، فأخبرتُها بعض القصص الطريفة التي حصلَت هناك وعن الزواج المدنيّ. ثمّ هي قالَت لي بطريقة جدّيّة للغاية:

 

ـ لقد جاءَت في غيابكِ.

 

ـ مَن؟

 

ـ التي أسمَيتِها "قريبة زوجكِ."

 

شعرتُ بدقّات قلبي تتسارَع وبحرارة تنتابُ جسدي. ثمّ قلتُ:

 

ـ أكمِلي... لكن كيف علِمتِ أنّها ليست قريبته؟

 

ـ لأنّني لَم أولَد البارحة. إسمعي سيّدتي... مهما حاوَلَ الإنسان إخفاء مشاعره، فهي تظهر في عَينَيه.

 

ـ متى هي جاءَت ومتى رحلَت؟ وماذا حصَلَ في تلك الفترة؟

 

أخبرَتني المرأة أنّ عشيقة زوجي جاءَت في مساء سفَري، ورحلَت قَبل ساعات قليلة مِن عودتي. وأثناء تواجدها في بيتي، هي لَم تُبارِح المكان إلا مرّة واحدة مع جهاد ليعودا بعد ساعتَين. أضافَت أنّ زوجها إلتزَمَ الصمت حيال ما جرى، بعد أن هدّدَه زوجكِ بطردنا جميعًا مِن المبنى إن فتَحَ فمَه. عندها سألتُ المرأة لِما خاطَرَت هي بإخباري فردَّت: "لأنّني أيضًا أوّدُ أن أعرفَ الحقيقة إن خانَني زوجي يومًا. إسمعي، ليس لدَيكِ أولاد مِن ذلك الرجُل، لِذا أنصحُكِ بالرحيل. فإن هو خانكِ بعد سنة مِن زواجكما، فالآتي أعظَم. أنا مُتأكّدِة مِن أنّه على علاقة مع تلك المرأة منذ فترة وإلا لمَا خاطَرَ بِجَلبها إلى المنزل الزوجيّ. علاقته بدأَت قَبل الزواج واستمَّرت خلاله ولن تنتهي بسهولة أو بسرعة". علِمتُ أنّها على حقّ، وارتاحَ قلبي لأنّني لَم أتخايَل ما جرى. طلبتُ منها أن تصِف لي العشيقة، إلا أنّها لَم تستطِع إعطائي سوى وصف عام. وخطرَت في بالي فكرة! فتحتُ على هاتفي صفحة جهاد على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وأرَيتُ زوجة الناطور كلّ صوَره مع أصدقائه وأقاربه انطلاقًا مِن الحاضر وصولاً إلى سنوات إلى الوراء.

تطلّبَ الأمر حوالي نصف الساعة مِن تصفّح الصوَر، إلى حين هي صرخَت: "ها هي"! سألتُها إن كانت مُتأكّدة فردَّت بنعَم. تفاجأتُ كثيرًا إذ أنّ المرأة التي تظهَر في أكثر مِن صورة هي زوجة صديقه، وهما سافرا إلى الخارج قَبل أن أتعرّف إلى جهاد. هل أنّ زوجة الناطور مُخطئة؟ عندها خطَرَ أيضًا ببالي فتح صفحة تلك المرأة، وإذ بي أتفاجأ بأنّها عادَت إلى البلَد لوحدها بعد أن توفّيَ زوجها. هكذا إذًا... ما استنتجتُه هو أنّ زوجي كان على علاقة مع زوجة صديقه، وعندما هي سافَرَت وتلاشى أمَله بالتواجد معها، قرّرَ أن يتزوّج... واختارَني أنا. لكن، على ما يبدو، صارَت تلك المرأة حرّة بعد أن ترمّلَت وهو استعادَ ما كان بينهما. وكان مِن المُمكن جدًّا أن يأتي يوم قريب ويتركني زوجي، ليكون معها بصورة دائمة. في الواقع، لَم آسَف كثيرًا عليه، بل كانت صدمة خلَّفَها حدَثُ غير مُتوقَّع. فكانت لي مشاريع مع زوجي طويلة الأمد وها هي تتلاشى. عانقتُ زوجة الناطور وشكرتُها بحرارة، ووعدتُها بأنّ جهاد لن يعرفَ أبدًا أنّها التي فضحَته.

حضّرتُ ما عليّ قوله لزوجي لإنهاء زواجنا، كَي لا يعرفَ مِن أين حصلتُ على المعلومات، وطلبتُ منه أن نتكلّم. قلتُ له إنّ أحَدًا مِن سكّان المبنى المُقابل رأى إمرأة في شقّتنا معه ليومَين كاملَين بعد أن قلتُ لهم إنّني مُسافِرة. حاوَلَ جهاد الإنكار وسألَني بإلحاح مَن هم هؤلاء الجيران، إلا أنّني لَم أعطِه تفاصيل. طلبتُ منه أن يُطلّقني مِن دون مُناقشة، فلا يمكنني العَيش معه بعد الذي فعلَه بي.

رأيتُ دموعًا في عَينَيه حين قال: "أحبَبتُها كثيرًا لكنّها لَم تكن لي، ولَم أستطِع خيانة ثقة صديقي بي فأبقَيتُ حبّي لنفسي. ثمّ هي سافرَت معه بعيدًا واعتَقدتُ أنّني نسيتُها. بعد ذلك تعرّفتُ عليكِ ووجدتُكِ مُناسِبة لي فتزوّجتُكِ. إلا أنّها إتّصلَت بي لتقول لي إنّها عادَت إلى البلَد بعد أن ماتَ صديقي، فحاولتُ المُقاومة إلا أنّ حبّي لها لَم يمُت أبدًا. تواصَلنا ورأيتُها مرّة أو إثنتَين في مكان عام ثمّ عندما سافرتِ رأيتُ في ذلك فرصة لعَيش حبّي معها كما لطالما تمنَّيتُه، أيّ كزوج وزوجته حتّى لو كان ذلك لأيّام قليلة. لَم أشكّ أنّكِ ستعرفين شيئًا، ولَم أكن أعلَم إن كنتُ سأستمرّ بتلك العلاقة. أظنّ أنّ المسألة كانت حلماً أرَدتُ تحقيقه، لأنّني بالفعل أحبّكِ أنتِ. هل تستطيعن مُسامحتي والبقاء معي وبناء عائلة سويًّا؟

بالطبع رفضتُ، فجَلبه لإمرأة إلى بيتي كان لا يُغتفَر، إذ دلّ على مِكر كبير مِن جانبه. إضافة إلى ذلك، لَم أكن مُتأكّدة مِن أنّه بالفعل لن يراها مُجدّدًا. على كلّ الأحوال، صرتُ أشمئزّ منه لأقصى درجة. تطلَّقنا وحياتي اليوم أمامي. أمّا بالنسبة لِجهاد، فعلِمتُ أنّه تابَعَ قصَّته مع حبيبته إلا أنَه لَم يتزوّجها، بعد أن أدركَ أنّها لَم تكن المرأة المُناسِبة له. ثمّ هو عادَ يتوسَّل إليّ لأعودَ إليه وأنا حائرة في أمري. ماذا أفعَل؟؟؟

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button